الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: سيرة ابن هشام المسمى بـ «السيرة النبوية» **
قال ابن إسحاق : وحدثني داود بن الحصين عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن الآيات من المائدة التي قال الله فيها : قال ابن إسحاق : فالله أعلم أي ذلك كان . قال ابن إسحاق : وقال كعب بن أسد ، وابن صلوبا ، وعبدالله بن صوريا ، وشأس بن قيس ، بعضهم لبعض : اذهبوا بنا إلى محمد ، لعلنا نفتنه عن دينه ، فإنما هو بشر ، فأتوه ، فقالوا له : يا محمد ، إنك قد عرفت أنا أحبار يهود وأشرافهم وسادتهم ، وأنا إن اتبعناك اتبعتك يهود ، ولم يخالفونا ، وأن بيننا وبين بعض قومنا خصومة ، أفنحاكمهم إليك فتقضي لنا عليهم ، ونؤمن بك ونصدقك ، فأبى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم . فأنزل الله فيهم : قال ابن إسحاق : وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر منهم : أبو ياسر بن أخطب ، ونافع بن أبي نافع ، وعازر بن أبي عازر ، وخالد ، وزيد ، وإزار بن أبي إزار ، وأشيع ، فسألوه عمن يؤمن به من الرسل ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( نؤمن بالله وما أنزل إلينا ، وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ، وما أُوتي موسى وعيسى ، وما أوتي النبيون من ربهم ، لا نفرق بين أحد منهم ، ونحن له مسلمون ) . فلما ذكر عيسى بن مريم جحدوا نبوته ، وقالوا : لا نؤمن بعيسى بن مريم ولا بمن آمن به . فأنزل الله تعالى فيهم : وأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رافع بن حارثة ، وسلام بن مشكم ، ومالك بن الصيف ، ورافع بن حريملة ، فقالوا : يا محمد ، ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه ، وتؤمن بما عندنا من التوراة ، وتشهد أنها من الله حق ؟ قال : بلى ، ولكنكم أحدثتم وجحدتم ما فيها مما أخذ الله عليكم من الميثاق فيها ، وكتمتم منها ما أُمرتم أن تبينوه للناس ، فبرئتُ من إحداثكم ؛ قالوا : فإنا نأخذ بما في أيدينا ، فإنا على الهدى والحق ، ولا نؤمن بك ، ولا نتبعك . فأنزل الله تعالى فيهم : قال ابن إسحاق : وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم النحام بن زيد ، وقردم بن كعب ، وبحري بن عمرو ، فقالوا له : يا محمد ، أما تعلم مع الله إلها غيره ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله لا إله إلا هو ، بذلك بُعثت ، وإلى ذلك أدعو . فأنزل الله فيهم وفي قولهم : وكان رفاعة بن زيد بن التابوت ، وسويد بن الحارث ، قد أظهرا الإسلام ونافقا ، فكان رجال من المسلمين يوادّونهم . فأنزل الله تعالى فيهما : وقال جبل بن أبي قشير ، وشمويل بن زيد ، لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا محمد ، أخبرنا ، متى تقوم الساعة إن كنت نبيا كما تقول ؟ فأنزل الله تعالى فيهما : قال ابن هشام : أيان مرساها : متى مرساها . قال قيس بن الحُدادية الخزاعي : فجئت ومُخْفَى السر بيني وبينها * لأسألها أيان من سار راجع ؟ وهذا البيت في قصيدة له . ومرساها : منتهاها ، وجمعه : مراس . قال الكميت بن زيد الأسدي : والمصيبين باب ما أخطا النا سُ * ومرسى قواعد الإسلام وهذا البيت في قصيدة له . ومُرسَى السفينة : حيث تنتهي . وحَفِيّ عنها ( على التقديم والتأخير ) يقول : يسألونك عنها كأنك حفي بهم فتخبرهم بما لا تخبر به غيرهم . والحفيّ : البَرّ المتعهد . وفي كتاب الله : فإن تسألي عني فيا رب سائل * حفي عن الأعشى به حيث أصعدا وهذا البيت في قصيدة له . والحفي أيضا : المستحفي عن علم الشيء ، المبالغ في طلبه . قال ابن إسحاق : وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سلاّم بن مشكم ، ونعمان بن أبي أوفى أبو أنس ، ومحمود بن دحية ، وشأس بن قيس ، ومالك بن الصيف ، فقالوا له : كيف نتبعك وقد تركت قِبلتنا ، وأنت لا تزعم أن عزيرا ابن الله ؟ فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهم : قال ابن هشام : يضاهئون : أي يشاكل قولهم قول الذين كفروا ، نحو أن تحدث بحديث ، فيحدث آخر بمثله ، فهو يضاهيك . قال ابن إسحاق : وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم محمود بن سيحان ، ونعمان بن أضاء ، وبحري بن عمرو ، وعزير بن أبي عزير ، وسلام بن مشكم ، فقالوا : احق يا محمد أن هذا الذي جئت به لحق من عند الله ، فإنا لا نراه متسقا كما تتسق التوارة ؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما والله إنكم لتعرفون أنه من عند الله . تجدونه مكتوبا عندكم في التوارة ، ولو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله ما جاءوا به ؛ فقالوا عند ذلك ، وهم جميع : فنحاص ، وعبدالله بن صوريا ، وابن صلوبا ، وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق ، وأشيع ، وكعب بن أسد ، وشمويل بن زيد ، وجبل بن عمرو بن سكينة : يا محمد ، أما يعلمك هذا إنس ولا جن ؟ قال : فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما والله إنكم لتعلمون أنه من عند الله ، و إني لرسول الله : تجدون ذلك مكتوبا عندكم في التوراة ؛ فقالوا : يا محمد ، فإن الله يصنع لرسوله إذا بعثه ما يشاء ويقدر منه على ما أراد ، فأنزل علينا كتابا من السماء نقرؤه ونعرفه ، وإلا جئناك بمثل ما تأتي به . فأنزل الله تعالى فيهم وفيما قالوا : قال ابن هشام : الظهير : العون . ومنه قول العرب : تظاهروا عليه ، أي تعاونوا عليه . قال الشاعر : يا سَميّ النبي أصبحت للدّ * يـــن قواما وللإمام ظهيرا أي عونا ؛ وجمعه : ظهراء . قال ابن إسحاق : وقال حيي بن أخطب ، وكعب بن أسد ، وأبو رافع ، وأشيع ، وشمويل بن زيد ، لعبدالله بن سلام حين أسلم : ما تكون النبوة في العرب ولكن صاحبك ملك ، ثم جاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عن ذي القرنين فقص عليهم ما جاءه من الله تعالى فيه ، مما كان قص على قريش ، وهم كانوا ممن أمر قريشا أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه ، حين بعثوا إليهم النضر بن الحارث ، وعقبة بن أبي معيط . قال ابن إسحاق : وحُدثت عن سعيد بن جبير أنه قال : أتى رهط من يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا محمد ، هذا الله خلَق الخلق ، فمن خلق الله ؟ قال : فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتُقع لونه ، ثم ساورهم غضبا لربه . قال : فجاءه جبريل عليه السلام فسكنه ، فقال : خفِّض عليك يا محمد ، وجاءه من الله بجواب ما سألوه عنه : قال : فلما تلاها عليهم ، قالوا : فصف لنا يا محمد كيف خَلْقه ؟ كيف ذراعه ؟ كيف عضده ؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد من غضبه الأول ، وساورهم . فأتاه جبريل عليه السلام ، فقال له مثل ما قال له أول مرة ، وجاءه من الله تعالى بجواب ما سألوه . يقول الله تعالى : قال ابن إسحاق : وحدثني عتبة بن مسلم ، مولى بني تيم ، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن ، عن أبي هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يُوشك الناس أن يتساءلوا بينهم حتى يقول قائلهم : هذا الله خلق الخلق ، فمن خلق الله ؟ فإذا قالوا ذلك فقولوا : قال ابن هشام : الصمد : الذي يُصمد إليه ، ويفزع إليه ، قالت هند بنت معبد بن نضلة تبكي عمرو بن مسعود ، وخالد بن نضلة ، عَمَّيْها الأسديين ، وهما اللذان قتل النعمان بن المنذر اللخمي ، وبنى الغريَّيْنِ اللذين بالكوفة عليها : ألا بكر الناعي بخيري بني أسدْ * بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمدْ
|